في مسألة تغييب العقل

القتل والعنف اللي قاعد بصير بإسم الإسلام في داعش والعراق وافريقيا ما إله عندي تفسير. شو سببه، ليش قاعد بصير ما بعرف. هذا شيء خارج عن استيعابي ولن أخوض به. ولكن في أمر غريب آخر يحدث حولنا أنا وأنت وهو تعطيل العقل المسلم. يحدث لبعض أصدقائي وأقربائي. أمر أراه كل يوم على صفحات الفيس بوك.

صورة لاعب كرة قدم وبجانبها صورة صندل أو عباءة أو عمامة. وتعليق على الصورتين يقول “صورة ميسي حصلت على مليون لايك عباءة الرسول حتجيب كم لايك.” فيسارع المسلمون بلا تردد في الضغط على زر لايك. فحبهم لخير البشر لا يعرف له حدود.

سؤالي هو لماذا يحدث هذا؟ أين العقل العربي؟ ولماذا أختفى؟

تجد مائة ألف لايك وأكثر لصورة تدعي أنها خصلة من شعر الرسول صلى الله عليه وسلم. وتعليق على صورة أخرى يقول “راح أعتبرك يهودي اذا ما بتضغط لايك.” أي غباء وأي جهل هذا. أليس الكذب حرام؟ أليست هذه الصور كذبا وخداعا للمسلمين؟

هل أختصرنا أعظم الديانات الى صور ولايكات؟ أليست هذه هي الوثنيه، تقديس الصور للتقرب من الله سبحانه وتعالى؟

أرسل لي أحد اقربائي رسالة على الواتس اب:

 

ما رأيكم في هذا الكلام. هل من عاقل يصدق كذبا مثل هذا؟ اذا كان هذا اليوم يأتي كل مائة ألف عام فهذا يعني أن حتى رسول الله لم يشهده.

صورة أخرى استرعت انتباهي أنتشرت كثيرا على صفحات الفيس بوك. الصوره مصاحبه لفيديو لرجل يقرأ القرآن بصوت عذب. في بداية الأمر كان التعليق ألماني أسلم استمعوا لصوته وهو يقرأ القرآن. ولكن هذا غير كافي لتحصيل أكير عدد من اللايكات فقاموا يإضافة سيناريو آخر وهو أنه أمريكي ودفع له مبلغ 30 مليون دولار ليقوم بتسجيل ألبوم غناء ولكنه رفض.

الى اي مدى من الحماقة وصلنا. حتى أن اسم الرجل تغير من فيث الى مايكل. ولكن شكرا لنعمة العقل بحثت عن الاسم المرفق بالصوره  (Faith Seferagic) ووجدت انه له صفحة على الفيس بوك وانه بوسني مسلم منذ الولادة. ولا دخل له بالموسيقى او الغناء. وهذا ترجمة نبذة هن حياته:

جنسيتي بوسنيه، لكنني ولدت في ألمانيا. انتقلت إلى الولايات المتحدة في سن 4. عشت في بالتيمور لمدة 7 سنوات حيث أكملت حفظي للقرآن في الجمعية الإسلامية في بالتيمور. انتقلت إلى دالاس لمدة 10 أشهر لدراسة اللغة العربية الفصحى. أنا حاليا أعيش في تكساس كطالب ومدرس للقرآن.

 وهذا مثال آخر يجعلني أحيانا أشك في أن القائمين على هذا النوع الجديد من الدجل لهم أي علاقة بالإسلام. أترك لكم الصورة بدون تعليق. ولكن أتساءل أي إسفاف هذا الذي وصلنا إليه؟

أحزن عندما أرى الأمم الأخرى تبني مستقبلها وتجتهد لحل مشاكلها وتقدم أمتها. أما نحن فالجهل نخر واستوطن أمتنا.